ملخص المواقف حول معرفة الغير الخاصة بمحور مفهوم الغير: مرحبا بكم في تتمة سلسلة دروس الفلسفة للسنة الثانية بكالوريا من موقع باك فسيل :
الأستاذ محمد أمين سيشرح أبرز المواقف الفلسفية الخاصة بهذا المحور
الثانية بكالوريا جميع الشعب (موقف ميرلوبيونتيه موقف مالبرانش موقف جون بول سارتر)
ربما تحمل هذه العبارة من التعارض بين مكوناتها ما يجعل معناها مستحيلا أصلا. فالمعرفة مبدئيا هو ما يقتضي حصول ثلاثة أطراف على الأقل، ذات عارفة وموضوع معرفة ومنهج معرفة. كل طرف من هذه الثلاثة يستقل بذاته نسبيا قياسا إلى الأطراف الأخرى، وإلا فإن أي تداخل قد يعيق حصول المعرفة. وهذه الاستقلالية هو ما نسميه عادة الموضوعية. لكن هاهنا نكون أمام إشكال. هل الموضوعية شرط معرفة الغير؟ والحال أن أي مقاربة موضوعية للغير لا بد وأن تفضي إلى نوع من موضعة الغير ومن ثم تشييئه ربما، (الغيرية المطلقة) وإلى نوع من تعالي الذات تجاه موضوعها.
هل يمكن معرفة الغير معرفة يقينية أم مجرد معرفة تقريبية تخمينية؟
يمكن القول أن الفلسفة الكلاسيكية لم تفسح المجال لإشكالية الغير ولعل ذلك يعزى إلى التوجه الذي أسسه “ديكارت” والذي يجعل من “الأنا أفكر”الحقيقة الواضحة والمميزة وهذا التوجه هو الذي انطلق منه “مالبرانش” في معالجته لإشكالية معرفة الغير فقد أكد أن معرفة الغير معرفة يقينية تظل غير ممكنة وكل ما يمكن أن نصل إليه هو معرفة تخمينية تقريبية فالقول بمعرفة الذات خارج العلاقة مع الغير جعل “مالبرانش” يحكم على (الأنا أفكر) بالعزلة فهل حقا معرفة الغير غير ممكنة؟
· موقف موريس ميرلوبنتي:
يؤكد الفيلسوف الفرنسي “ميرولوبنتي” أنه يمكن معرفة الغير في الوقت الذي أعرف فيه ذاتي،فالذات البشرية قادرة على فهم مباشر للنظام النفسي للغير وبالتالي التواصل مع الذوات الواعية الأخرى. وعليه فإن علاقة الأنا بالغير لاتجعل كل منهما موضوعا وتنفي عنه خصائصه الإنسانية فليس هناك علاقة تشييئية، ولكن معرفة الغير كموضوع هي نتيجة النظر إليه من موقع الذات المفكرة التي يقوم نشاطها على التجريد والتقسيم والحساب، وهي كذلك نتيجة النظر إليه بشكل لاانساني بحيث تخضع أفعاله للملاحظة مثل أفعال حشرة بدل أن تتقبل وتفهم ويمكن تجاوز هذه الوضعية بالإعتراف المتبادل لكل منهما بفرديته ووعيه وحريته.
مهما يكن من شأن معرفة الغير سواء اعتبرناها ممكنة كما يقر بذلك “موريس ميرلوبنتي” أو مستحيلة كما يطرح “مالبرانش” فإن العلاقة معه أغنى وأعقد فهي علاقة مركبة: عاطفية ، وجدانية ، أخلاقية إقتصادية……
التعليقات